في رثاء فقيدنا الغالي الشيخ حسان ظبيان ابا تيسير رئيس جمعية

خاطرة ذكرى على درب من هاجروا وارتحلوا وسكنوا الغربة والتقوا في زمان عز فيه الخلان ................

" حسان ظبيان بين الفكر والنسيان"

د.خضر عبد الله الشلش.
فلسطين- بيت لحم

الى الغائب الحاضر .... الغالي علينا،...... عندما أتذكر تلك الساعات التي كنت أدنو فيها من تلك الشخصية العظيمة، ويأتي بعد ذلك شعاع الموت ليذكرني بالفاجعة التي أصابت قلبي، أنهمك بالبكاء الخفي، ذلك البكاء الذي يعرفه الرجال الرجال...، فالرجال عندما يبكون على أُناس يحبونهم؛ لا يذرفون الدمع من العيون؛ بل يذرفون الدمَ من قلوبهم. وهيهاتَ أن يعرف شدة ألم هذا البكاء إلا من فقد حبيباً وصديقاً ومعلما وأخا، فكيف بي وقد فقدت رجلاً يحمل كل هذه المعتقدات والأوصاف. كيف لي أن يتبادر في ذهني ولو لهنيهة أن أتناسى ذلك الرجل الإنسان الذي ما فتئ يقدم العطاء لي وللجميع، حتى في مماته فأنا عندما أتذكر كلماته العذبة التي كان يثري بها أذني أستمد قوة رهيبة ودفعةً معنوية عظيمة لا أظن أنني كنت سأحصل عليها وحدي لولا أنه زرعها في وجداني وسقاها من حنانه وعلمه وفكره الذي أسكن في نفسي نور الخير وحب العطاء للبشرية جمعاء..........
أنا لا أنساك أيه المعلم حسان ظبيان، ولا أنسى عطاءك الدائم لكل من حولك وللبشرية جمعاء، ولكنني أشتد حزناً وألماً عندما لا أرى في أي صحيفة أو مجلة تحي وتخلد ذكراك في قلوب من تغافلوا عن فضلك بعد الله عليهم، ولكنني عندما أستحضر بيت الشعر الذي يقول:
ازرع جميلا ولو في غير موضعه
لا يضيعُ جميلُ أينما زرع.

يخفف من حدة غضبي على الذين يتجاهلون هذه المكانة لمعلمنا التي سكنت قلوبهم،..... أيام كان رمزاً للتضحية والعطاء والفداء، وهم كانوا ................! . وإنني أرى في عيون الأقلام رغبةً في البكاء عليك بحبرها لتسطر أعذب الكلمات وأرق العبارات وإنني أسمع صوتها وهي تستحث أصحابها للإمساك بها وتأدية ما عليهم من واجب اتجاهك يا معلمنا......
إلى كل الذين سيكتبون عن أبي تيسير أقول لهم إذا سؤلتم يوماً عن لإنسان أحببتموه فاجعلوا من قلوبكم مخبئاً سرياً لا يتجرأ عليه أحد لكل أسراره وحكاياته ولمساته الحانية فالحب أخلاق قبل أن يكون مشاعر.....
هذه الدنيا فانية ومصيرها إلى زوال محتوم فهنيئاً لك يا أبا تيسير ذهابك عند ربك ونحتسبك عنده شهيداً من شهداء العلم والمعرفة والإنسانية ونسأل الله أن يجمعك مع الأنبياء والعلماء والصديقين وحسن أولئك رفيقا.
ستبقى أحلامنا مستمرة............. ولا يقوي قلوبنا إلا إيماننا بالله.......................والى جنات الخلد يا أعز الناس .......... يا أبا تيسير........

رثاء الفقيد الشيخ حسان ظبيان رئيس جمعية رابطة العلوم الاسلامية ورئيس مجلس ادارة مجلة الشريعة رحمه الله